كتب: م. حسين هلال

البطل المجهول في كل مطبخ، محمصة الخبز أو التوستر، تضع فيها الخبز فيخرج جميل لذيذ جاهز للتقطيع، لوجبات الفطور الصحية اللذيذة المغذية. تبدو هذه العملية بسيطة، لكن وراءها تقنيات وعلم أكثر مما ندرك، إن محمصة الخبز “التوستر” مثالاً رائعًا للهندسة الحديثة، وقطعة رائعة من الكيمياء الحيوية.

 

توستر

 

 

تكوين المحمصة “التوستر” ونظرية عملها:

في قلب كل محمصة “توستر” حلقة واحدة أو أكثر من “سلك النيكل-الكروم”، مادة لها عدة خصائص، فهي:

  • مقاومة للأكسدة.
  • مقاومة للكهرباء العالية.
  • درجة انصهارها عالية جدًا.
  • تم اختراعها عام 1906م.
  • لا يصدأ.
  • لا يسمح للكهرباء بالمرور.
  • يصبح شديد السخونة إلى درجة 1400 مئوية.

عند مرور كمية مناسبة من الكهرباء خلال هذاالسلك، يسخن لدرجة عالية، ولن يصدأ ولن ينكسر.

تستخدم مادة النيكل-كروم في معظم أنظمة التدفئة الكهربائية، بما في ذلك سخانات المياه.

في محمصة الخبز “التوستر” يلف هذا السلك حول مادة مقاومة للحرارة تسمى “الميكا”.

عندما تضغط على المفتاح، يعطي الكثير من الطاقة الحرارية اللطيفة بالأشعة تحت الحمراء، وبعض الضوء الأحمر، الذي يظهر لك خلال المحمصة “التوستر”، وعندما تقوم بإخلاقها يبرد هذا السلك بشكل سريع!

درج المحمصة “التوستر” يتم تحميله بنابض، عندما تضغط على الرافعة لأسفل، تسحب الزنركات، فيدفع الدرج لأسفل، حتى يصل إلى مزلاج يثبته في مكانه.

تمسك الشوايات المعدنية الخبز عموديًا، حتىلا يسقط ويلامس أسلاك “النيكل-كروم”.

المزلاج الذي يثبت لادرج لأسفل متصل بمؤقت “تايمر”، يتم التحكم فيه بواسطة مفتاح ثاني المعدن ، معدنين بجانب بعضهما، هذين المعدنين يتمددات بسرعات مختلفة. عندما تبدأ تشغيل المحمصة “التوستر”، تمر الكهرباء من خلال هذا المفتاح، وتسخن المعدنين، وتتوسع وتتفكك في النهاية، ممايؤدي إلى كسر الدائرة؛ هذا يحرك مزلاج الدرج المحمّـل بنابض، وينبثق الخبز المحمص.

يتحكم القرص الموجود في محمصة الخبز “التوستر” في مقدار الكهرباء التي تمر عبر هذا المفتاح، وبالتالي يصبح الخبز محمصًا أكثر، لذلك يتم تشغيل المفتاح بشكل أسرع، هذا ما يفسر سبب نضج الخبز المحمص بشكل أفضل في الصباح شديد البرودة. إذا كان المفتاح ثاني المعدن باردًا، فسوف يستغرق الأمر وقتًا أطول لتسخين وكسر الدائرة.

هذا ما تراه  عينك كأنه عملية بسيطة، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، طعم الخبز المحمص جيدًا جدًا لأنه يحتوي على مزيج معقد من المواد الكيميائية التي تختلف عن الخبز.

بدلاً من مجرد الاحتراق، تتفاعل المواد الكيميائية بطرق غير معتادة في الخبز المحمص؛ حيث تتفاعل الأحماض الأمينية والسكريات مكونة مجموعة من المواد الكيميائية المعقدة مثل “الاستيل رباعي هيدروبيريدين” التي لا توجد عادة في الطعام غير المطبوخ. يمكن للإنسان اكتشاف هذه المواد الكيميائية عن طرق الشم والذوق بكميات صغيرة بشكل لا يصدق!

هذه المواد الكيميائية تعطي الخبز المحمص في محمصة الخبز “التوستر” رائحة وطعم مميزين، أنت تعرف الرائحة المميزة والفريدة والرائجعة ؛ لكنك لا تعرف الــ “تتراهيدروبيريدين” باسمها الكيميائي!

تنتج هذه العملية مئات المواد الكيميائية المختلفة التي تعطي الأطعمة مذاقها؛ لهذا يشير بعض الطهاة إلى هذا على أنه تفاعل النكهة، لكن الكيميائيين يطلقون على هذا “رد فعل مايار” ــ اسم كيميائي فرنسي هو الذي حدد تفاصيل  هذه العملية لأول مرة عام 1912م ـــ .

ومع ذلك وجب الحذر؛ حيث لا يحدث “رد فعل مايار” إلا في نطاق حراري معين، لا يبدأ قبله، وتبدأ السكريات بالكراميل والتحلل الحراري، حيث تتحلل إلىقطع صغيرة جدًا من الكربون لها علاقة بالفحم أكثر من الخبز المحمص. هذا هو السبب في أن الخبز المحمص يحترق إذا قمت بذلك لفترة طويلة؛ حيث ترتفع درجة حرارة الخبز بشكل كبير، وتتفكك المواد الكيميائية اللذيذة.

قد ينتج عن “رد فعل مايار” أيضًا مواد كيميائية أقل جاذبية، مثل مركب “الأكريلاميد” المسبب للسرطان! على الرغم من أن طريقة إنتاج هذا الطعام غير مفهومة تمامًا حتى الآن، إلا أنه يبدو أنه كلما زادت سخونةطهي الطعام، زاد إنتاجه. هذا لا يدعو للقلق تمامًا، على الرغم من ذلك فإن تقرير عام 2002م لمنظمة الصحة العالمية قدرت أنك ستحتاج إلى استهلاك حوالي 0.5 ميللجرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم للوصول إلى مستوى قد يبدأ في التسبب في مشاكل، وأن الإنسان العادي يأكل أقل من 0.001 مجرام/ كيلوجرام من الوزن يوميًا؛ لذلك ما لم تأكل شيئًا سوى الخبز المحمص جيدًا، وبكميات كبيرة، فلا محل للقلق.

 

واقرأ ايضًـا:

الدلييل الشامل للفروق بين الخلاطات الكهربية اليدوية و العجان

تعرف على ملحقات العجَّـان – الخلاط ذو القاعدة

 

 

الملكية الفكرية محفوظة قانونا
شارك الصفحة لأصدقائك والعائلة
Follow by Email